رغم الخروج بني إسرائيل من
مصر،
بما فيه الخروج من
سيناء، فإن العلاقة بين اليهود بعد هزيمتهم
للكنعانيين واستيطانهم مكانهم
بفلسطين لم تنقطع تماما، فيرد ذكر مصر وبعض حكامها في
التاناخ (المعروف في
المسيحية
بالعهد القديم أو
التوراة، والمزامير والأمثال وكتب الأنبياء)، وقد
تراوحت العلاقة بين علاقات طيبة إلى عدائية. فنجد على سبيل المثال ذكر
لزواج
الملك سليمان، ثالث ملوك
بني إسرائيل، من ابنة
شيشنق فرعون مصر -(كتاب الملوك الأول، الفصل الثالث،
الآيتان 1 و2). مثلما نجد أيضًا تحالفات أقامها بعض الملوك من نسل
داود، مع حكام مصر، تلك التحالفات التي أدانها أنبياء بني
إسرائيل في التاناخ.(أشعياء 30: 1-5)
[بحاجة لمصدر] وعلى الجانب الأخر
نجد أيضًا علاقات عدائية أحيانًا أخرى كما في النص الذي أمر بنقشه الملك
مرنبتاح بن
رمسيس الثاني، والذي يخلد فيه انتصاره على
إسرائيل بقوله: "وإسرائيل هزمتها لم يعد لساكنيها من وجود".
[بحاجة لمصدر]وفي أوقات الأزمات التي بدأ يتعرض لها اليهود من سكان المملكة الجنوبية،
والتي حكمها الملوك من نسل داوود، مع نهايتها بدأ سكانها في النزوح لمصر،
برغم نهي التوراة الصريح لهم بالعودة لمصر. وبرغم تحذير النبي
إرميا من النزوح لمصر،
[5].
وإن كان هذا النزوح لا يمنع أن تكون هناك جاليات يهودية سابقة على نزوح
اليهود في عهد إرميا، ذلك إن العلاقات التجارية كانت قائمة بين مصر واليهود
المقيمين بفلسطين، كما ذكر في التاناخ استيراد سليمان، بواسطة تجاره،
لخيول ومركبات مصرية،
[6] وكان نزوح اليهود في عهد إرميا النبي، معاصرًا لحكم الملك المصري إبريس من
ملوك الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية. كما أن بعض اليهود عملوا كمرتزقة
في جيوش الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية، فأقام لهم أحد ملوكها مستعمرة
في
جزيرة ألفنتين (جزيرة فيلة) في جنوب مصر، وسمح لهم بإقامة معبد هناك. وتواجد اليهود في
مدينة
أسوان، وقد إغلق المعبد في العصر
الفارسي بأمر من الملك
داريوس توددًا للإله
"خنوم" وللكهنة المصريين المقيمين بالجزيرة، حيث شكل وجود المعبد اليهودي
بالقرب منهم "شوكة في أعينهم" على حد تعبير أودلف أرمان (عالم المصريات
الشهير)، كما إختفت المستعمرة والوجود اليهودي في بدايات القرن الرابع قبل
الميلاد.
أما عن اليهود النازحين، الناجين من
السبي البابلي، والقادمين
في عصر
النبي إرميا، فقد إستقروا
أولاً في مدينة
تحفنحيس الواقعة على
مشارف
دلتا النيل، ومنها تفرقوا في أنحاء مصر المختلفة
فمنهم من إستقر
بمنف وتانيس ومنهم من أقام بالدلتا
والصعيد.