كتبها اشرف سياف ، في 26/9/2011
منذ أن يعى الإنسان خطواته فى الحياة وهو يسعى إلى السعادة, وتختلف هذه السعادة فى كل مرحلة عمرية, فما يسعده فى مرحلة الطفولة يختلف عما يسعده فى مرحلة شبابه, وعما يسعده وهو فى مرحلة نضجه, كما أن ما يسعد الرجل يختلف عما يسعد المرأة.
لكنه فى كل المراحل العمرية يظل ساعيا لإحراز هذه السعادة بكل الوسائل المتاحة, وقد ينجح فى إحرازها, وقد يخفق, لكن النجاح والإخفاق فى تحقيق هذه السعادة يتوقف أساسا على نظرة الإنسان للسعادة فى حد ذاتها, أو ما يمكن أن نطلق عليه (مقاييس السعادة), وهى تلك النظرة التى ينظرها كل إنسان لما يدور حوله, وما يحلم أن يحققه.
ويمكننا القول أن ما يتمناه الإنسان ويستطيع تحقيقه هو السعادة, لكن اختلاف هذه السعادة فى الشخص ذاته, ذلك أن هناك من يرى أن السعادة تكمن فى الحصول على القدر الكافى من المال الذى يؤمن المستقبل, والذى من خلاله يستطيع الإنسان الحصول على أى شىء قابل للبيع والشراء, وهناك من يرى أن السعادة تتحقق بقدر تحقيق الوضع الاجتماعى من تحصيل العلم والتدرج فى وظيفة مرموقة تجعله ذا حيثية مجتمعية حتى ولو لم يكن من الأغنياء, وهناك من يرى أن تحقيق السعادة هو فى درجة تحصيل الحب بينه وبين من يتعامل معهم, بدءا من شريك العمر والأسرة, وصولا إلى زملاء العمل.
ولكل هؤلاء منطقهم ومنهجهم الذى يتعاملون به مع الحياة, ولكل منهم وجهة نظر لو استمعت لها ربما التمست لهم العذر فى حالة عدم اقتناعك بما يقولون.
فالمال ضرورى أحيانا لكى تحقق السعادة, كما أن تحقيق الذات من خلال العمل أو العلم سعادة, وتحقيق الحب بينك وبين من يتعاملون معك سعادة.
لكن الإشكالية الحقيقية هى فى المقدار الذى تنوى أن تقنع به نفسك أن السعادة قد تحققت, أو فى نوع السعادة التى تتمنى تحقيقها, والتى تختلف من شخص لآخر كما قلنا.
وقليل من الناس - بل نادرا - الذين يستطيعون أن يحققوا السعادة الكاملة, والتى تتمثل فى تقديرى فى ثلاثية: المال والعلم والحب, لكن السعادة الحقيقية تكمن فى الرضا بحجم ما تحقق فى أى منهم, وسيكون حديثى اليوم عن السعادة التى تنشأ عن الحب الحادث بين الرجل والمرأة.
بداية أؤكد على أننا نكون غير منصفين إذا اعتقدنا أن الرجل والمرأة متساويان فى تعريفهما للسعادة والحب, فكما أن هناك اختلافا بيولوجيا بين كل منهما, هناك اختلافا فى طبيعة المشاعر, ربما توحدت هذه المشاعر فى درجات, لكنها فى درجات أخرى تختلف, فالمرأة أكثر قوة واندفاعا فى مشاعرها و