خضعت الإسكندرية مع باقي مصر إلى
الحكم العثماني بعد أن انتصر السلطان
سليم الأول على المماليك في
معركة الريدانية ودخل مصر فاتحًا عام
1517.
[27] شهدت الإسكندرية أحداثًا مهمة خلال القرن الثامن عشر تمثلت ب
الحملة الفرنسية على مصر ودخول الجنود الفرنسية بقيادة
نابليون بونابرت الأول الإسكندرية في أوائل شهر يوليو عام
1798 بدون مقاومة تذكر،
[28] واعتبرت
الدولة العثمانية احتلال بونابرت
لمصر اعتداءً عليها، ووقف
الإنجليز الروس إلى جانب العثمانيين وعرضوا المساعدة على
الباب العالي لإخراج الفرنسيين من مصر،
[29] وسرعان ما التحمت القوات البريطانية مع الفرنسية في الإسكندرية في عام
1801م في معركة أدت لخروج القوات الفرنسية من
مصر،
[30] لتدخل الإسكندرية ومصر بصفة عامة مرحلة جديدة مليئة بالنهضة في جميع المجالات.
الوالي
محمد علي باشا يستقبل وفدًا من السفراء الأوروبيين في قصره بالإسكندرية.
تدين الإسكندرية ل
محمد علي باشا بالنهضة حيث أنه أعاد للمدينة الحياة بعدّة وسائل:
[31] ففي عام
1820م تم الانتهاء من حفر قناة المحمودية لربط الإسكندرية ب
نهر النيل مما كان له الفضل في إنعاش اقتصاد الإسكندرية، وقد صمم الميناء الغربي كي
يكون هو الميناء الرسمي لمصر وتم بناء منارة حديثة عند مدخله، كذلك فإن
منطقة المنشية هي بالأساس من تصميم مهندسيه، كما شيد محمد علي عند رأس
التين مقره المفضل وأصبحت الإسكندرية هي مقر قناصل الدول الغربية مما جعل
لها شخصية أوروبية حيث جذبت العديد من ال
فرنسيين و
اليونان و
اليهود و
الشوام،
بسبب الانتعاشة التي منيت بها المدينة، كما أنشأ دار الصناعة البحرية في
المدينة والتي يطلق عليها حالياً "الترسانة البحرية"، وذلك لتلبية احتياجات
الأسطول المصري.
[32]ميناء الإسكندرية سنة
1870.
أصبحت الإسكندرية منذ تولي محمد علي الحكم وخلال المائة وخمسين سنة
التالية أهم ميناء في البحر المتوسط ومركزا مهما للتجارة الخارجية ومقرا
لسكان متعددي الأعراق واللغات والثقافات، وتحت حكم خلفاء محمد علي استمرت
الإسكندرية في النمو الاقتصادي، فشهدت في عهد
الخديوي إسماعيل تحديداً اهتماماً يُشابه الاهتمام الذي أولاه لتخطيط مدينة
القاهرة، فأنشأ بها الشوارع والأحياء الجديدة وتمت إنارة الأحياء والشوارع بغاز المصابيح بواسطة شركة أجنبية،
[33] وأنشئت بها جهة خاصة للاعتناء بتنظيم شوارعها وللقيام بأعمال النظافة
والصحة والصيانة فيها، ووضعت شبكة للصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، وتم
رصف الكثير من شوارع المدينة، وقامت إحدى الشركات الأوروبية بتوصيل المياه
العذبة من منطقة المحمودية إلى المدينة وتوزيعها بواسطة "وابور مياه"
الإسكندرية،
[33] وأنشئت في المدينة مباني ضخمة وعمارات سكنية فخمة في عدد من الأحياء كمنطقة
محطة الرمل وكورنيش بحري.
[33]ميدان محمد علي سنة
1915.
تعرضت الإسكندرية خلال هذه العصر الحديث إلى الكثير من الأحداث وخاصة عند بداية الاحتلال
البريطاني لمصر، حيث قام الأسطول البريطاني بقصف المدينة لمدة يومين متواصلين
[33] حتى استسلمت المدينة معلنةً بداية الاحتلال البريطاني لمصر والذي دام
لسبعين عامًا، وتحت الاحتلال البريطاني زاد عدد الأجانب وخاصة اليونان
الذين أصبحوا يمثلون مركزًا ثقافيًا وماليًا مهم في المدينة، وتحولت
الإسكندرية و
قناة السويس إلى مواقع استراتيجية مهمة للقوات البريطانية.
[33] تعرضت المدينة لأضرار هائلة في فترة
الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تقصفها الطائرات الحربية
لدول المحور خصوصًا
الإيطالية و
الألمانية ما تسبب في دمار ومقتل المئات واعتبرت الإسكندرية أكثر المدن المصرية تضرراً من تلك الحرب.
[33] وبعد نهاية
الحرب العالمية الثانية ألغيت الملكية في مصر وتم ترحيل
فاروق الأول، آخر ملوك
الأسرة العلوية إلى المنفى، وقامت الجمهورية المصرية على أنقاض المملكة بقيادة
جمال عبد الناصر الذي أعلن من الإسكندرية، وبالتحديد في ميدان المنشية حيث تعرض لمحاولة
اغتيال،
تأميم قناة السويس.
[34] وقد قلت أعداد الجاليات الأجنبية في الإسكندرية بعد سياسة التأميم التي اتبعها عبد الناصر وكذلك بسبب الحروب التي خاضتها مصر مع
إسرائيل، إلا أنه ما يزال هناك جالية يونانية بسيطة في المدينة.